دين ودنيا:من هو المهدي المنتظر

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

الامام المهدي المنتظر


في آخر الزمان يخرج خليفة راشد من أهل البيت يؤيد الله به الدين و يملك سبع سنين ، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً و ظلماً ، تنعم الأمة في عهده نعمة لم تنعمها قط ؛ تخرج الأرض نباتها و تمطر السماء قطرها ، و يعطى المال بغير عدد. و يسمى بالمهدي. في زمانه تكون الثمار كثيرة ، و الزروع غزيرة ، والمال وافر والسلطان قاهر ، و الدين قائم والعدو راغم ، و الخير في أيامه دائم.
 و المهدي هو رجل يخرج في آخر الزمان من نسل الحسن بن علي رضي الله عنهما. اسمه محمد و اسم أباه عبد الله. و سمي الفاطمي المنتظر لأنه يخرج من ذرية فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم. هو من الأنصار يعيش جلّ حياته في المدينة المنورة في ظل الخلافة الراشدة. على أنه يحدث خلاف عند موت الخليفة الراشد الحادي عشر (و على ما يبدو أن ذلك في دمشق). و يستولي على الشام حاكم فاجر فيهرب المهدي إلى مكة فيتبعه الناس و يبايعونه مكرهاً فيبعث حاكم الشام عليه جيشاً فيخسف الله بذلك الجيش في بيداء المدينة فيعلم المسلمون بأنه المهدي المنتظر فيبايعه أبدال الشام و عصائب العراق فتتم له البيعة و الخلافة الراشدة و يحكم العرب كلهم من عاصمته دمشق. و في زمانه يقود المسلمين إلى نصر عظيم على الروم النصارى (الأميركان و الأوربيين) في حرب تسمى الملحمة الكبرى،وبأسم اخر تعرف بمعركة ارمجيدون.
 تدوم تلك الحرب ستة سنين وقيل سبع سنين،وهي من أعظم الحروب في تاريخ البشرية ان لم تكن اعظمها. يموت فيها معظم الرجال حتى يكون الرجل الواحد قيماً على خمسين امرأة. يفتح الله على يده روما عاصمة النصرانية. و في السنة السابعة او الثامنة يخرج المسيح الدجال اليهودي (مهدي الرافضة) فيَصل إلى أصفهان في إيران فيتبعه منها سبعين ألف يهودي. و يجوب الأرض كلها إلا مكة و المدينة ثم يحاول أن يغزو دمشق عاصمة الخلافة فينزل المسيح عيسى بن مريم على المنارة البيضاء شرقي دمشق،فيتبع الدجال و يقتله في فلسطين و يقتل المسلمون اليهود كلهم. ثم يكسر عيسى بن مريم الصليب و يقتل الخنزير و يدعو الناس للإسلام فعندها لا يبقى إنسان على سطح الأرض إلا و يدخل بالإسلام. و يموت المهدي ثم يحكم بعده عيسى بن مريم عليه السلام و يعم السلام على الأرض قاطبة.


صفته :


قال عليه الصلاة والسلام : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني أو من أهل بيتي يُواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا . رواه أبو داود .
وقال : المهدي من عترتي من ولد فاطمة . رواه أبو داود وابن ماجه .

فعلى هذا يكون اسم المهدي : محمد بن عبد الله

ويكون معروف النّسب ، وان نسبه يرجع إلى آل البيت .

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المهدي مني – أي من نسلي – ، أجلى الجبهة – أي منحسر الشعر من مقدمة رأسه ، أو واسع الجبهة - ، أقنى الأنف – أي طويل الأنف و دقة أرنبته مع حدب في وسطه - ، يملأ الأرض قسطاً و عدلاً ، كما ملئت ظلماً و جوراً ، و يملك سبع سنين ) . رواه أبو داود ( برقم 2485) و إسناده حسن .


و قد جاءت الأحاديث الصحيحة الدالة على ظهور المهدي ، و هذه الأحاديث منها ما جاء فيه النص على المهدي ، و منها ما جاء فيه ذكر صفته فقط ، و سأذكر هنا بعض هذه الأحاديث ، وهي كافية في إثبات ظهوره في آخر الزمان علامة من علامات الساعة .


1 – عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يخرج في آخر أمتي المهدي ؛ يسقيه الله الغيث ، تخرج الأرض نباتها و يعطى المال صحاحاً وتكثر الماشية وتعظم الأمة يعيش سبعاً أو ثمانياً ) – يعني : حججاً - . مستدرك الحاكم (4/557-558) و قال هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه و وافقه الذهبي .


- وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أبشركم بالمهدي ؛ يبعث على اختلاف من الناس و زلازل فيملأ الأرض قسطاً و عدلاً ، كما ملئت جوراً و ظلماً ، يرضى عنه سكن السماء وساكن الأرض ، يقسم المال صحاحاً ، فقال له رجلاً : ما صحاحاً ؟ قال : بالسوية بين الناس ) قال : ( و يملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم عدله ، حتى يأمر منادياً فينادي فيقول : من له في مال حاجة ؟ فما يقوم من الناس إلا رجل فيقول : ائت السدّان – يعني الخازن – فقل له : إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً ، فيقول له : احث ، حتى إذا حجزه و أبرزه ؛ ندم فيقول : كنت أجشع أمة محمد نفساً أو عجز عني ما وسعهم ؟! قال : فيرده فلا يقبل منه ، فيقال له : إنا لا نأخذ شيئاً أعطيناه ، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ، ثم لا خير في العيش بعده ) أو قال : ثم لا خير في الحياة بعده ) . المسند (3/37) و رجاله ثقات ، و أنظر مجمع الزوائد ( 7/313-314) .


3 - عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المهدي منا أهل البيت ، يصلحه الله في ليلة ) . المسند (2/58) بسند صحيح.


و قوله : ( يصلحه الله في ليلة ): فلعل المراد بذلك أن الله يصلحه للخلافة أي يهيئه لها، و يوفقه و يلهمه و يرشده ، بعد أن لم يكن كذلك. و قال القاري في المرقاة (5/180) : ( يصلحه الله في ليلة ) : أي يصلح أمره و يفع قدره في ليلة واحدة ، أو في ساعة واحدة من الليل ، حيث يتفق على خلافته أهل الحل والعقد فيها. و هذا معناه قطعاً أن المهدي لن يعرف نفسه أنه المهدي حتى يبايعه الناس. و ليس قطعاً بطالب للخلافة و لا ظان لأهليته لها، و لذلك يبايعه الناس و هو كاره.


4 - عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : عَبِث – أ ي تحرك – رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه ، فقلنا : يا رسول الله ! صنعت شيئاً في منامك لم تكن تفعله ، فقال : ( العجب أن ناساً من أمتي يؤمون– أي يقصدون –البيت لرجل من قريش قد لجأ بالبيت ، حتى إذا كانوا بالبيداء– المفازة وهي الأرض الواسعة القفر –خسف بهم ) ، فقلنا : يا رسول الله ! إن الطريق قد تجمع الناس ، قال : ( نعم فيهم المستبصر– المستبين للأمر القاصد له –والمجبور– المكره والمقهور - ، وابن السبيل ، يهلكون مهلكاً واحداً و يصدرون مصادر شتى– المقصود أن مهلك هذا الجيش مهلك واحد يخسف بهم جميعاً ، إلا أنهم يصدرون عن الهلكة مصادر متفرقة فواحد إلى الجنة و آخر إلى النار على قدر أعمالهم و نياتهم . جامع الأصول (9/279) - ، يبعثم الله على نياتهم ) . البخاري (4/284،285 ) و مسلم ( برقم 2884).

5 - عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هَارِبًا إِلَى مَكَّةَ فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ وَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَإِذَا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ أَتَاهُ أَبْدَالُ الشَّامِ وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ثُمَّ يَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ فَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ بَعْثًا فَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ وَذَلِكَ بَعْثُ كَلْبٍ وَالْخَيْبَةُ لِمَنْ لَمْ يَشْهَدْ غَنِيمَةَ كَلْبٍ فَيَقْسِمُ الْمَالَ وَيَعْمَلُ فِي النَّاسِ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُلْقِي الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ فِي الْأَرْضِ فَيَلْبَثُ سَبْعَ سِنِينَ ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ. وفي رواية أخرى تِسْعَ سِنِينَ. (أخرجه أبو داوود بسند لا بأس به، و تدعمه الكثير من الأحاديث الصحيحة الأخرى).
وكالعادة،ندعم هذا النوع من المواضيع بفيديو لاحد الشيوخ لزيادة المعلومات والافادة اكثر.
اتمنى نشر الموضوع مع اصدقائكم لتعم الفائدة،ولا تنسسو ترك ارائكم،فهي تهمنا لتطوير المدونة.